ننظر إلى الملايين , والتفوق في ميادين العمل , ودائما ما تكون أسماء Mark Zuckerberg , Steve Jobs , Bill Gates تلازم الأقوال والأفكار التي نتحدث فيها مع الآخرين , لأنهم يعملون في مجال التقنية , المجال الذي نرتاده كثيرا ونعمل به , وليس من الخطأ في شيء أن ننظر إليهم بنظرة الإستفادة من تجاربهم وطريقتهم , ولكن الخطأ أن ننظر إليهم على أنهم خارقين , مختلفين , أو محظوظين !
الحب والتفاؤل أهم السمات !
نعم الحب الذي يجعلهم يستمرون , فشغف كل واحد منهم بما يفعل هو ما يجعلهم يفكرون وهم نائمون وينتظرون الصباح حتى ينطلقوا إلى أعمالهم , إذا لم تكن تحب ما تفعل فثق تماما أنك لن تكون فيما تفعل مثلهم , وهناك علامات لذلك فإستيقاظك الباكر وتفكيرك في التطوير في العمل علامه من علامات حبك لما تفعل , قد تمر بحالات فتور عابرة , مواقف سخيفة وهذا يحدث لكن ليس طوال الوقت , والتطلع لمثل هذه الحالات بعين التفاؤل دائما ما يكون وقود جديد ودافع
فإستمرار جوبز في العمل والعودة إلى آبل بعد طرده في عام 1985 منها دليل على مدى الشغف الذي جعله يستمر في نفس المهنة برغم كل المعوقات , كذلك الحال بالنسبة لمارك الذي عرضت عليه شركة ياهو بليون دولار مقابل بيع فيس بوك ولكنه أيضا رفض مع صغر سنة , أما عن جيتس والذي واجه القضاء الأمريكي الذي يرفض الإحتكار والذي جعل من شركته شركتين لعدم وجود منافس آنذاك , ولكنه قاد الأخرى لتصبح أقوى من الشركة قبل الفصل!
التركيز على العمل , ولا يهتمون بالمظاهر !
لا تستغرب عندما تشاهد مدير تنفيذي مثل ستيف جوبز يلبس بنطال من الجينز وبلوزة عادية جدا ويضع الكثير منها في خزانته حتى لا يشغل نفسه في الصباح لتجهيز مظهره , كذلك الحال بالنسبة لزوكربيرج الذي يعد واحد من أصغر أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك ما زال يعمل حافي القدمين بعض الأحيان ويلبس ألبسة بسيطة وغير رسمية!
حتى وان كان في بعض الأحيان يظهر الإهتمام بالمظهر مثل بيل جيتس ولكن يكون الهدف العمل لإنجاز مهمة أو نحو ذلك فعندما ذهب جيتس إلى أكبر إجتماع عمل له في بدايات الشركة مع شركة أي بي إم لتوقيع إتفاق كبير بأن تكون أجهزة أي بي أم تعمل على أنظمة ويندوز التابعة لمايكروسوفت فقط نسي أن يلبس ربطة العنق , فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع وقال: “الأفضل أن أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق”.
ماذا يعملون ؟
جميعهم لديهم خلفية هندسية وتقنية جيدة , فمنهم من كان يكتب الكثير من السطور البرمجية ومنهم من كان يتعامل مع الأجهزة المختلفة , , فقد سؤل بيل جيتس ذات مرة ما هو الدور الذي تحب أن ترتاده من بين هذه الأدوار “مدير مشاريع”,”مهندس برمجيات”,”مختبر” فأجاب على الفور “مهندس برمجيات” , وهذا ما يجعلهم دائما يفكرون في تحسين البيئة التي يعمل فيها المهندسون ويولوها أهمية بالغة , فيمضي الكثير من أوقاتهم في تحسين البيئة الخاصة بالشركة لكي تكون بيئة رائعة للعمل , كما أنهم كذلك يحاولون إقحام أنفسهم في وظائف دنيا حتى يشجعوا جميع الموظفين على العمل بغض النظر عن درجاتهم , فمثلا ستيف جوبز كان يجيب على إيميلات الزبائن عبر بريد شخصي له وكان يقرأها بعناية بالغة ويقضي الكثير من الوقت في الرد عليها فكان يصله ما يقارب 100 بريد يوميا
كذلك مارك يعمل على مكتب متواضع جدا مثله مثل جميع مهندسي البرمجيات ويمكن للجميع أن يشاهده وهو يعمل , دون غرف خاصة أو مكتب خاص
كم ساعة يعملون ؟
يتحدث Lee Byron أحد المطورين في فيسبوك عن تجربته مع مارك حيث أنه يعمل بجانب مكتبه ويذكر أن مارك يأتي إلى مكتبه في الصباح الباكر ويغادر بعد العشاء مايقارب 9~10 ساعات 5 أيام في الأسبوع , أما بالنسبة لستيف جوبز فكان يعمل في الشركة ويعمل من بيته أيضا حيث يمكنه الدخول إلى حساباته وكل أعماله من خلال البيت.
الشراكة والعمل مع الآخرين
فكرة تقبل الأخر والإستمرار حتى عمل عوائد ذات جدوى , ملازمة لهؤلاء وأمثالهم , فهم مقتنعون بأن الشراكة والإستفادة من إمكانيات الآخرين دائما ما تدعم العمل وبناء الحلم , بيل جيتس بدأ في مايكروسوفت مع بول آلن ولم يمنعهم من الإستمرار سوى مرض الأخير وعدم قدرته على الإكمال في مايكروسوفت برغم نجاحاتها , كذلك ستيف جوبز رافق زانياك طوال الوقت لبناء منتجات آبل الأولى , ولا يختلف الحال بالنسبة لزاكبريدج الذي رافق داستين موسكوفيتز وكريس هيوز.
ليس المال هو الهدف الوحيد
في ظل الرأسمالية , والنظام الإقتصادي المتعلق بأن المال وحده سيد الموقف , قد يتبادى لنا أن هذه الشركات تسعى فقط إلى المال والمال فقط , بالتأكيد هو من أهم وأكبر الأهداف لهذه الشركات , ولكنه في الوقت ذاته ليس الهدف الوحيد , ولو كان كذلك لإستسلموا جميعا للعروض التي تقدمت لهم , فمارك قبل فترة الجامعة كان قد طور هو وصديق له تطبيق ذكي للصوتيات بحيث يتم إختيار الصوتيات حسب نوعية ورغبة المستخدم , ومنه قدمت كل من شركتي مايكروسوفت وشركة AOL عرض عمل لتطوير المنتج ولكنه رفض العرضين وفضل إكمال الدراسة في هارفرد وفي بدايات فيسبوك تقدمت ياهو بعرض مغري جدا بقيمة 1 بيليون دولار لكنه رفض العرض أيضا
كذلك الحال بالنسبة لستيف جوبز عمل لشركة آبل بمقابل دولار واحد في عام 2009 ليثبت أنه لايعمل فقط للمال وإنما يؤمن بشركة آبل.
الأعمال الخيرية !
ربما من الغريب أن تشاهد أناس دائما يفكرون في توسيع أعمالهم وثرواتهم ويفكرون في الجانب الخيري , غير أن هؤلاء يؤمنون بأن العمل الخيري هو نفع يعود عليهم بأي شكل من الأشكال , فمثلا بيل جيتس الذي أصبح من أغنى 4 رجال في العالم تبرع بنصف ماله للأعمال الخيرية و لديه مؤسسة بيل وميليندا جيتس التي تفرغ إليها بعد الإستقالة من مايكروسوفت والتي تقوم بدعم مراكز الأبحاث والدول النامية والجامعات بأموال كبيرة , كما أنه عندما قام هكر بإختراق بريد مارك وجد أنه مليء بالمراسلات مع الجمعيات الخيرية وتقديم الدعم لها , أما جوبز فربما يعتبر الأغمض فيهم , لكن بعد موته إكتشف أنه تبرع لمراكز أبحاث السرطانات بالكثير من الأموال بهوية مجهولة
ماذا يمكن أن نستفيد منهم
– أجمل شيء في العمل هو أن تحب عملك , فتقدم له الأفكار والإبداع على الرحب والسعة , مما يجعله يعود عليك بالتقدير والحب الذي تريد
– المظاهر والمناصب والمسميات كلها لا قيمة لها في مقابل أن تفعل شيء بإتقان ترضاه وتشاهد رضا الجميع عنه.
– إذا أردت ان تصل إلى اللا محدود فلا تقيد نفسك بالمحدودية والقوانين بمعنى يمكنك العمل إن إحتجت من بيتك , من مكتبك بالساعات التي تحتاجها فعلا لتفعل أفضل ما لديك.
– محاولتك دائما لتطوير بيئة العمل وتعاونك مع الاخرين يساعدك على الإبداع والراحة النفسية ويزيد شغفك بشكل دائم.
– الشراكة والتعاون وعدم المركزية أمر مهم جدا جدا جدا , فيد واحدة لا تصفق , والإستفادة من إمكانيات الآخرين يخلق توليفات قد تقود إلى نتائج رائعة
– المال لا يكفي لأن يكون هدف , وإن كان كذلك فإنك لن تحصل على الكثير منه , لأنك سترضخ للعروض التي تظنها كبيرة.
– النفع الحقيقي , هو أن تنفع نفسك , والمقربون لك , والمجتمع , ولا تفكر دائما في نفسك
بالنهاية هذه نماذج ناجحة في أعمالها , ولكنها ربما فاشلة في أماكن أخرى , فبالرغم من النضوج الذي نراه في العمل إلا أنه ما زال زاكبريدج ملحدا , وكذلك ستيف جوبز بوذيا , ولسنا ملزمين أن نطبق ما يفعلون , ولكن يمكننا الإستفادة منهم ونستخلص الفائدة
دمتم بنجاح وتفوق , دمتم بود
إلى تدوينة أخرى
مصادر
http://www.infoplease.com/encyclopedia/people/gates-bill.html