فكر معي, عندما تملك الوقت الكافي, وتريد أن تستثمر وقتك بالنافع فإنك على الأغلب ستقوم بعمل عمل مفيد, قراءة كتاب, زيارة قريب أو صديق … إلخ. ولكن عندما يكون لديك إمتحان مهم ومصيري غدا ولم تقرأ المقرر في هذا الإمتحان ,فإنك على الأغلب ستتصرف بطريقة مختلفة, وستعمل جادا لتتمكن من هذا المقرر … وقس على ذلك.
مدونتي اليوم هي لأصحاب الشركات, للموظفين, وللجميع والذين يبحثون عن طريقة جيدة لتجعل شركتهم كبيئة وكإنتاج وكثقافة, هناك فرق كبير بين وقت الحرب ووقت السلم.
نعم فمدراء الشركات, وحتى الموظفين يتطلعون إلى الشركات التي تعيش في السلم, ويحاولون مجاراتها وتقليد أسلوب وطريقة نظامها, وهو ما قد يؤدي إلى فشل الشركة والمشاريع والجميع ! لأن أغلب الشركات الناشئة تكون في البداية في مرحلة الحرب !
حتى أن المدراء التنفيذيين يمكن أن يتغيروا حسب حالة الشركة, ففي وقت الحرب قد تجد أن هناك مدراء تنفيذين بارعين في إنقاذ الشركات, وعلى العكس تماما هناك مدراء تنفيذين بارعين في وقت الإزدهار.
ما هو وقت السلم ووقت الحرب
ما نعني في وقت السلم هو الوقت التي تكون فيها الشركة مستحوذة على السوق وهناك مسافة بعيده بينها وبين المنافسين, وهنا يكون على الشركة تحسين الخدمة, فتح أفرع جديده, عمل خدمات جديدة. وما نعني بوقت الحرب, هي حرب بقاء, يكون على الشركة أن تتخطى المنافسين, وأن تقاتل, وأن لا تقف.
وهذا ما كانت عليها جوجل, فقد إستحوذت على سوق محركات البحث, وأصبح هناك سيطرة على السوق, وحتى مع خروج الكثير من المنافسين فإن جوجل كانت مستحوذة على أكثر من 65% تقريبا من البحث, وهنا كان المدير التنفيذي إيريك شميدت هو الشخص المناسب لإدارة جوجل في السلم, حيث توسعت خدمات جوجل, ولكن عندما دخلت جوجل في المنافسة مع شركات في خدماتها الأخرى, إستقال إيريك شميت وتولى لاري بيج زمام الأمور لأنه أفضل في وقت الحرب.
وكذلك الأمر بالنسبة للقصة المشهورة التي كانت آبل على وشك الإفلاس وقام ستيف جوبز بإنقاذها حيث أنه كان مدير في وقت الحرب.
فروقات مهمة
في وقت السلم يسير المدير على منهج محدد وبروتوكول, بينما في وقت الحرب فغالبا ما يقوم بعمل مخالفات حتى يستطيع الفوز. ليس هناك قواعد, فقد قمت وما أزال أفعل ذلك, برغم أنني مدير تنفيذي إلا أني أقوم ببناء التطبيقات والمشاركة فيها في كثير من الأحيان في رزن (هذه حجه بس لأني متيم بالبرمجة 🙂 ).
في وقت السلم يكون يقضي المدير التنفيذي وقتا في صنع الثقافة الخاصة بالشركة, بينما في وقت الحرب تتشكل الثقافة حسب الحرب. في وقت السلم يكون هم المدير التنفيذي التوسع وإضافة المزيد من الخدمات, بينما يفكر المدير التنفيذي في الحرب بالفوز والفوز فقط.
في وقت الحرب, هناك ديكتاتورية, صرامة, وأحيانا قسوة … و على الشركة وطاقمها إدراك هذه المسؤولية, وعدم النظر إلى الشركات الأخرى كمصدر إلهام في طريقة الإدارة, فعندما تكون شركة مثل فيسبوك تسمح للموظفين الذهاب والإياب دون إحتساب وقت الدوام الفعلي, ويمكنهم فعل ذلك من أماكن تواجدهم فإن ذلك يختلف تماما عن شركة في بداية الطريق تسعى لأن تقتطع جزءا من السوق !
لا تنجرف …
فما أردت أن أحذر منه هو أن لا تنجرف نحو أسلوب هذه الإدارات, وتطبق القواعد التي قاموا بتطبيقها في وقت الإزدهار, وإنما يمكنك الإستفادة منهم في وقت الحرب بالذات إذا كنت شركة ناشئة. وعليك في حال كنت موظف تفهم هذا الأمر, ومحاولة الدفع بشركتك إلى الامام, حتى تصل إلى مرحلة من السلام.
وقد تكرر هذا الأمر معي, حيث دائما رغبت أن أتعلم وأطبق قواعد تساعد الجميع على الإنتاج, وتعطيهم مزيدا من الراحة, وقد قمت بتطبيق قواعد إدارية مختلفة, ولكن كثيرا منها باءت بالفشل, لأنها كانت مستوحاه من شركات كانت تعيش في السلم وليس الحرب.
دمتم بود,
إلى تدوينة أخرى.
مقال جميل