من منا لا يعرف جوجل, والتي نقابلها في كل يوم لنبدأ عالم تصفح الإنترنت … حيث يصل معدل عدد مرات البحث إلى اكثر من ٤ بليون عملية بحث !
وبينما يظن الأغلب أن سر نجاح هذا العملاق, هو ما تقدمه من دلال وترفيه لموظفيها من طعام مجاني وغرف مساج وأماكن مريحة, ولكن الأمر ليس كذلك تماما !
بالتأكيد البيئة الجميله لها أثر جانبي ولكنه ليس أهم ما يفكر فيه المديرين والمؤسسين لجوجل, فهم حريصين كل الحرص على تطوير جوجل وجعلها منافسة ومبتكرة ومتجددة.
ومن هنا تأتي الأولوية الأولى لجوجل في إختيار المبدعين الأذكياء حيث تعمل على جلب أفضل العقول لديها وجعل البيئة هي بيئة مقتصرة فقط على المتميزين. فتعمل دائما على البحث عن المبدعين في كل مكان ومن ثم عمل مقابلات دقيقة جدا, وقد تجري هذه المقابلات مرارا وتكرارا لدرجة الملل ! وتقوم لجان مختلفة بعمل المقابلة والتحري الكافي عن الشخص.
وعند وقوع الإختيار على المبدع المناسب تتأكد تماما حتى وإن لم يكن له دور حالي فإنه سيكون له دور يقوم به أو سيخلق دور جديد أجلا أم عاجلا.
كما أنه عندما تضم مبدعين فإنهم يتفاعلون فيما بينهم, ويعشقوا هذه البيئة التي تجعلهم في تطور دائم, دونما أن يلتفتوا إلى الأمور المتعلقة بالراتب, والمكتب الفاخر … وغير ذلك.
أضف إلى ذلك فإن جوجل من أنجح الشركات في إبقاء الكادر الخاص بها, فهي تحتفظ إلى اليوم بموظفين منذ نشأة جوجل!
من هو المبدع الذكي في نظر جوجل ؟
المبدع الذكي هو ذلك الإنسان الذي ينظر بشغف إلى التطور ويحب أن يعمل مع الرائعين لإنتاج شيء جديد يخدم المستخدمين, كما أنه يستطيع حل المشاكل على اختلاف أنواعها, صاحب رأي وينظر دائما إلى إنتاج الأفضل.
ثمن إختيار المبدعين الأذكياء
الإختيار الدقيق
ولكن بالتأكيد لذلك ثمن باهض, فعملية إخراج المبدعين الأذكياء تتطلب جهد ووقت ومشاركة الجميع, بمعنى إقحام الجميع في المقابلات (المديرين والتقنيين) وإعادة المقابلات, والبحث عنهم في الجامعات والمؤسسات التعليمية المخلفت. فنحن في رزن على سبيل المثال نفعل الطريقة نفسها وربما نعيد المقابلات مرات دون أن نجد أحدا !
توسيع العدسة
حتى تتمكن من اختيار المبدعين ينبغي أن تكون هناك فإن ذلك يتطلب توسيع العدسة للإكتشاف, فلا ينبغي أن تقصر نفسك على قسم معين, جامعات معينة, أو تخصصات معينة, بل على العكس تماما يمكن أن يكون أصحاب الشهادات أقل إبداعا من الهواة ! كيفين سيسترم (مؤسس إنستجرام) لم يكن خريج علوم حاسوب, لذلك رفضت جوجل أن تعينه مدير لأحد برمجياتها برغم حرفيته العالية مما إضطره إلى الذهاب إلى فيسبوك ومن ثم تأسيس إنستجرام ومن ثم بيعه إلى فيسبوك بمقابل مليار دولار. ومن هنا نظرت جوجل إلى أن توسيع عدستها أمر مهم للغاية.
حرية التعبير
كما وأن للمبدعين متطلبات خاصة, تكمن في حرية التعبير عن الرأي ووجود نظام يسمح لهم دائما بفعل الأشياء بحرية فيمكن في جوجل إصطحاب الكلاب في حال إذا ما رغبوا بذلك !
إعطاء الثقة
كذلك يتطلب ذلك إشراكهم في معرفة كل جديد سواء من المنتجات القادمة, الخطط, وحتى اجتماعات مجلس الإدارة بمعنى إعطاهم جزءا كبيرا من الثقة. وربما يستثنى من ذلك الأوراق القانونية والمحاسبية التي ليس لها علاقة إلا في الشركة من النواحي القانونية. فشركة بحجم جوجل تشارك بشكل دائم كل ما تخطط له وما تعمل عليه الان وتشاركه وتسمع اراء الموظفين المختلفين برغم وجود منافسين.
لذلك إذا ما أردت أن تقوم ببناء جوجل الخاصة بك, فعليك معرفة كيفية التعامل مع المبدعين وخلق البيئة المناسبة لهم ومن ثم البحث والإنتقاء بشكل دقيق عنهم, ومن ثم التفكير في المعطيات الاخرى والتي تتلخص في جمال المكان والترفيه.
ومن خلال تجربتنا في رزن لم يكن الأمر سهلا, وتطلب منا الكثير من البحث, لذلك نحن سعداء بأن الأغلب الذين بدأو ما زالو إلى الأن يعملون في نفس المجموعة برغم العروض السخية في بعض الأحيان. وذلك يعود إلى إشراك الجميع في القرارات وإعطاء الثقة وعملية الإنتقاء الدقيقة.
دمتم بود, إلى تدوينة أخرى.
المصدر الرئيسي : How Google Works