تتعاظم التجارة الالكترونية يوما بعد يوم في العالم ككل، فكلما تحسنت جودة الانترنت والتواصل المستمر سينعكس ذلك بشكل مباشر على ازدهار التجارة الإلكترونية لأن بيع المنتجات عبر الإنترنت هو مصلحة مشتركة بين البائع والمشتري, فمن جهة البائع فإنها تخفض العديد من التكاليف مقارنة بالمتجر الحقيقي, ومن ناحية المشتري فإنها تتيح له الخدمة بشكل دائم بأسعار مميزة, كما وأنها توفر الكثير من الوقت عليه, ولست بصدد ذكر محاسن التجارة الإلكترونية وأنواعها فيمكنك معرفة الكثير عنها بمجرد البحث عنها في محركات البحث, ولكن هدف هذه التدوينة هو إستشراف مستقبل المنطقة العربية وأهم العوامل الذي ستساعدك على دخول هذه السوق وعمل المتجر الخاص بك.
منطقة الشرق الأوسط
هذه المنطقة الواعدة, يتزايد فيها الإقبال على التجارة الإلكترونية عاما بعد عام بنسب عالية جدا تزيد عن 25% كل عام, حيث بلغت المبيعات عبر الويب إلى أكثر من 15 بليون دولار في عام 2015, حيث تعد كل من السعودية والإمارات ومصر هي الدول التي تتصدر التجارة الإلكترونية في المنطقة الأن.
منطقة الشرق الأوسط
ويتوقع دخول دول المناطق الأخرى مع تزايد مستخدمين الإنترنت. كما أن الجيل الحالي ( من 26 إلى 35) سنة هو أكثر الفئات المقبلة التجارة الإلكترونية, وهذا الجيل قادر على إتخاذ قرار الشراء ولديه ثقافة الشراء من خلال الإنترنت. لذلك فهو يعد سوق واعد.
ولهذا دخول السوق باكرا سيعطي الكثير من السبق, ولكن علينا أن نتعرف على أهم العوامل المساعدة وطبيعة السوق, نذكر منها ما يلي:
أولا: طرق جلب الزبائن إلى متجرك
هناك طرق مختلفة لجلب الزبائن إلى متجرك ونقصد هنا هو دخول متجرك وليست عملية الإستمرار, فعملية الإستمرار لها علاقة بجودة العلاقة مع الزبائن, وخدمة ما بعد البيع وجودة المنتجات التي تقدمها وهي أمور عليك دائما الحرص عليها. ولكن نذكر هنا طرق جلب الزبائن في منطقة الشرق الأوسط حسب الإحصائيات.
ال SEO وشبكات التواصل الإجتماعي تلعب دورا مهما في جلب العملاء, فال SEO يساعد متجرك على الظهور في محركات البحث, وعليه فإنه يلزم دائما توصيف منتجات متجرك بكلمات مميزة أو كتابة تدوينات بمحتوى مميز تساعد محركات البحث على إظهار موقعك في النتائج الأولى مما يسهم بشكل بالغ في وصول الناس إلى متجرك. أما فيما يتعلق بشبكات التواصل الإجتماعي فإن كل من الفيسبوك, إنستجرام وتويتر يحتلان المراتب الأولى في طريقة جلب الناس إلى الموقع وعليه يمكن الإستفادة منهم في نشر المحتوى أيضا هناك.
ثانيا: طريقة ال COD (الدفع عند الإستلام) ما زالت هي الطريقة المسيطرة إلى الأن
نعم فهذه طبيعة ثقافة المنطقة, وهو بالتأكيد تحدي كبير في طريقة إدارة الطلبات, ولكنها طريقة فعاله. وفيما يتعلق في ال PayPal فلا تتجاوز نسبة المشترين 5% حسب ما ذكر موقع entrepreneur.com وهذا ما يعني أنه علينا التفكير في تطوير الدفع عند الإستلام. وربما يختلف الأمر خصوصا مع تقلد ال Mobile عمليات التسوق, مما قد يدفع العديدين إلى الشراء من خلاله.
ثالثا: هناك فرق بين إنشاء موقع رسمي, أو مجرد حساب على التواصل الإجتماعي
هذه المسألة مازالت تشكل لبسا عند العديد من الناس, فهناك من يعتقد أنه بمجرد عمل حساب على إحدى شبكات التواصل الإجتماعي فإن الأمر يصبح أجدى وأفضل من التكلفة في إنشاء منصة مستقلة, ولكن هذا الأمر غير صحيح بتاتا. فيمكن تشبيه الحساب هو بمثابة “البسطة” والموقع بمثابة “المتجر الرسمي” ويمكنك قياس الفرق بينهما.
رابعا: طبيعة المقتنيات التي يشتريها الناس في المنطقة
تظهر منتجات المرأة هي الأكثر طلبا بما في ذلك مقتنيات الأطفال, حيث تشكل منتجات المظهر من الملابس والإكسسوارات الأكثر طلبا ثم تتبعها العناية بالجمال, واخيرا الأدوات والأحذية حسب إحصائية شركة Aramex لعام 2014. لذلك فإن المظهر يشكل غالبية طلبات التسوق حاليا.
خامسا: الهواتف الذكية تسيطر
يجب أن يكون متجرك يكون ملائم لأغلب أجهزة الهواتف الذكية وذلك لأن العديد من الناس يقوموا بعملية التصفح من خلاله. كما أنه سيوفر التكاليف المتعلقة بمعرفة العنوان وطريقة التواصل في المستقبل, مما سيوفر على جهة التواصل من طلب العنوان والرقم ونحو ذلك.
تجربتنا مع لقطة
نحن في رزن مجموعة من المحترفين نعمل لسنوات طويلة, نطور العديد من مواقع التجارة الإلكترونية وتطبيقاتها وما يتبعها من إدارة مثل إدارة المخازن والعمليات. كانت مقومنا بإطلاق تجربتنا في داخل فلسطين في غزة تحديدا, حيث قمنا بإطلاق أول موقع رسمي في فلسطين loqta.ps وتفاجأنا من عدد الطلبات في الشهور الأولى حيث تجاوزت الألفين طلب في مدة لا تتجاوز ال 4 أشهر. وهذا مؤشر يدل على مدى أهمية وحاجة الناس للتجارة الإلكترونية, حتى في المناطق التي لم تدخلها بعد. وقد واجهنا الكثير من التحديات وما زلنا نواجه, مثل أن أغلب الناس يقوموا بطلب المنتجات عن طريق التواصل مع خدمة الزبائن في صفحة الفيسبوك, وعدم إستخدام الطريقة المؤتمتة في إنجاز الطلب. ولكن هذا الأمر أخذ في التحسن, خصوصا مع تسهيل ووصف طرق الشراء وآلياتها, ودفع الناس على تعبئة الطلبات. سنقوم بتفصيل تدوينة كاملة عن التجربة.
دمتم بخير, إلى تدوينة أخرى.
مصادر
http://www.ecommerce-europe.eu/news/2015/menas-e-commerce-turnover-grew-by-30.3-to-16.8bn-in-2013
https://econsultancy.com/blog/66940-ecommerce-trends-in-the-middle-east-stats/
https://www.entrepreneur.com/article/247836
http://news.arabnet.me/ecommerce-mena-market-2015-insight-aramex/
http://www.prnewswire.com/news-releases/mena-b2c-e-commerce-market-2015-300051080.html