السوق هو المكان الذي يمكن للمستهلك طلب خدمة أو سلعة معينة من المزود ويمكن للمزود عرض ما يقدمه من الخدمات والسلع , وتبنى فيه قيمة السلع أو الخدمة بناء على العلاقة العكسية المعروفة (العرض و الطلب) فكلما زاد العرض عن الطلب قلت الأسعار , وكلما قل العرض وزاد الطلب زادت الأسعار ,ولكي نضمن وجود السوق في مكان ما يجب أن يكون هناك توازن نسبي بين الطلب والعرض , بحيث يضمن أن يستمر المزودين في الإنتاج وتحسين منتجاتهم لكي يزداد رضا المستهلكين وزيادة ثقتهم وبالتالي ضمان إستمرار الإقبال , وهنا يبقى السوق !
ثقافة المستهلك
ثقافة المستهلك تلعب دور مهم جدا في السوق , فالوعي بالقيمة المنطقية لسلعة ما يؤدي إلى سهولة التعامل في السوق , ويفرض الأسلوب العام للسوق فمثلا ثقافة الإستهلاك في نظام ال IOS التابع لشركة Apple هي أن التطبيقات لا تكون مجانية بالكلية بل لها قدر مالي يقوم المستهلك بدفعه منذ البداية , بينما ثقافة الإستهلاك في نظام ال Android هي التطبيقات المجانية وتحصيل العوائد من الإعلانات أو الخدمات الإضافية ونحو ذلك , وعدم وجود دليل حقيقي أو وعي كافي يؤدي إلى وجود فجوة كبيرة بين المستهلك والمزود.
أتذكر أنني كنت قد شاركت في تسعير أحد البرمجيات الكبيرة لمؤسسة تريد عمل نظام برمجي للعمليات الأساسية , وبعد الدراسة وتحليل العمليات وتقديم عرض السعر الذي كان مدروسا ومبررا , فتحدث معي مدير المؤسسة يوضح لي أن السعر يعتبر باهضا , فتسآلت عن الأسباب , فأخبرني أنه بهذا السعر يمكنه أن يشتري سيارة فاخرة !
وهنا حدثناه عن تفصيل الأمر حتى تبررت الأسباب بالنسبة له , فالدور في زيادة الوعي حول القيمة الفعلية للسلع هي دور المزودين فهم من يحددون أسعار سلعهم وهم من ينتجون هذه السلع ولديهم المعرفة التامه بها وبقيمتها أكثر من المستهلك.
فكرة كسر السوق !
عندما يقوم أي أحد بالدخول إلى السوق , سواء فرد أو شركة فإنه يريد المنفذ الذي يوصله إلى السوق , ومع وجود طرق مختلفة في الدخول لأي سوق تجد الأغلب يدخل السوق من إستراتيجية واحدة “Cost Leader” بمعنى الوصول إلى أقل سعر في السوق لتشجيع المستهلكين على شراء المنتج بأقل من القيمة , وغالبا ما تكون هذه الإستراتيجية غير مربحة بل وتكون خاسرة حيث يقوم المزود فيها بوضع سعر أقل من سعر التكلفة , بالتأكيد هو يعتبر أن هذه الإستراتيجية طريق وصول للسوق ومن ثم سيختلف الأمر تماما.
ومع كثرة إستعمال هذه الإستراتيجية من قبل الكثيرين الذين يحاولون دخول السوق , فيؤدي الأمر إلى كسر السوق بالكلية , فتخسر الشركات والأفراد الذين يحافظون على السوق , ويخسر الذين يحاولون الدخول إلى السوق , ويخسر المستهلك بعدم وجود سوق يلبي حاجته.
هناك إستراتيجيات كثيرة لدخول السوق , منها إختلاف جودة المنتج , تنوع خصائص المنتج , الإبتكار , الملحقات الإضافية وغيرها الكثير.
كن منطقيا
سواء كفرد أو كشركة ضع تكلفتك وأرباحك بشكل منطقي , ولا تفكر دائما بكسب العمل لمجرد العمل وإنما التفكير في الأمر من ناحية جدوى العمل بالنسبة لك , كما أنك يجب أن تحافظ على السوق بوجود المنافسين لزيادة فعالية الإنتاج , وكسر السوق ليست القاعدة الوحيدة , كما أن المستهلك لن يقدر ما تقوم به إذا كنت أنت لا تقدره !
دمتم بود , إلى تدوينة آخرى