وظيفة الوحدة, الوظيفة التي لا يمكن أن تتعلمها إلا بممارستها ! حسنا بإختصار لأنك المدير تنفيذي CEO
يمتليء Linkedin بالأشخاص الذين يعنونون مسمياتهم الوظيفية بمسمى ال CEO أو المدير التنفيذي, وربما بريق الإسم و الزخم الإعلامي الذي يتحدث عن المدراء التنفيذين أمثال مارك زوكربيرغ و جيف بيوزس و إيلون ماسك وغيرهم … ولكن دعنا نتحدث عن حقيقة هذه الوظيفة وما وراءها.
لنتفق بداية, أنك لن تصبح مدير تنفيذي حقيقي, إلا في حال أنك كنت من الذين يهتمون في العمل بشكل عميق وشديد ويعطونه أولوية. وبالتأكيد يجب أن يكون لديك ما يكفي من القيمة حتى تجعل الأخرين يقتنعون بالعمل لديك.
لا يمكن تعلمها إلا بممارستها !
هذه الوظيفة لا يمكن تعلمها في كلية أو جامعة أو مركز تدريب فلا أحد يمكنه أن يعلمك كيف تدير شركتك ! وهناك الكثير من الأمور التي لا تعرف عنها شيئا, ولست ملما بها, ولكن الجميع يظنك أنك تعرفها, ويجب أن تعرف, بإختصار لأنك ال CEO.
القرار النهائي, أنت المسؤول عنه !
عليك أن تلوم نفسك, قبل أن تلوم الآخرين فأنت صاحب القرارات, وكل شيء في المؤسسة هو نتيجة لقراراتك, حتى لو إتبعت سياسة التعاون والشورى فأنت صاحب القرار وليس هناك أحد لتلومه. ولن يقف بجانبك أي من الأشخاص الذين قمت بمشاورتهم عند الفشل, حسنا بإختصار لأنك ال CEO.
لذلك عليك أن تستمع إلى أكبر قدر من الآراء, لأنك تحتاج المعلومات, ولكن عندما تقرر, قرر وحدك !
أنت تفعل أشياء كثيرة !
ستقوم بطبيعة الحال بأشياء كثيرة, بالذات عندما تكون في مشروع ناشيء, أنت الذي تقف في المعرض, أنت الذي تبيع منتجك, وربما أنت الذي تقوم ببناءه… أنت تتأكد من الحسابات, أنت تحضر الإجتماعات, وأنت تخطط للمنتجات …. أنت, أنت , أنت.
لذلك هذه الوظيفة تحتاج إلى تنظيم للوقت, وهدوء للأعصاب, وإمكانية في تحمل الضغط وتطوير شخصيتك.
وظيفة الوحده
فأنت تعلم كل شيء يدور في الداخل والخارج, قد يأتيك البعض متهما لك بسوء التصرف, يريد منك أن تحل له المشاكل, يطالبونك بأشياء كثيره, فلا تستطيع أن تخبرهم بالصورة, حتى وإن أخبرتهم فإنهم لم يدركوا ماذا تقصد, حسنا, بإختصار لأنك ال CEO.
تفكر في كيفية تطوير الشركة, كيف تحل مشاكلها وعوائقها المالية, وقد تكون في أعقد المشاكل, فيدخل عليك أحدهم, ويقترح لماذا لا نقوم بجلب طاولة بلياردو إلى الشركة ! أو نقوم بتجديد الدهان ! بالتأكيد عليك التعامل مع كل هذا, عليك أن تواجه الجميع بكافة الحقائق وتتحدث إليهم, ولكن لا تتوقع منهم أن يكونوا على نفس وتيرة ما أنت فيه, حسنا بإختصار لأنك ال CEO.
المعلومات, المعلومات, المعلومات ثم الحدس
حاول أن توجد الطرق التي تحصل فيها على أكبر قدر من المعلومات, لأن توفر المعلومات يساعدك على إتخاذ القرارات. وبرغم ذلك فإن من الممكن أن لا تتوفر المعلومات, وهنا ينبغي عليك إستشارة من لهم خبرة سابقة, أو أقران لك في شركات أخرى, وأخيرا عليك أن تقرر.. فأخر الخيارات لديك هو إعتمادك على الحدس, وقد تحتاجه في كثير من الأحيان !
هل أخطط أم أنفذ ؟
هذا الأمر مهم, فهناك أشخاص ينتمون إلى الفئة الأولى وهناك أشخاص ينتمون إلى الفئة الثانية, فإذا أغرقت شركتك في التنفيذ البحت دون تطوير ستجد أقرانك يجدون وسائل أفضل ويتفوقون عليك بها, برغم أنك تعمل كثيرا.
وإذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى التخطيط والتطوير دون التنفيذ فستجد أنك تضيع الكثير من الوقت دون شيء ملموس.
لذلك لتكون مدير تنفيذي جيد عليك أن تجمع بين الأمرين معا, يكون هناك جزء تطويري وجزء تنفيذي.
هل الجميع يصلح أن يكون مدير تنفيذي ناجح؟
هذا سؤال محير, لأنه بإختصار لا يوجد توليفة ثابته, أو طريقة للمدير التنفيذي الناجح. فمثلا ستيف جوبز هو مدير تنفيذي لآبل كانت
الرؤية البعيدة ودقة التصميم هي سلاح النجاح, بينما كان أندي جروف قدرة في تنفيذ رؤية موجودة بشكل رائع حيث قام بنقل انتل من سوق الMemory إلى سوق ال Microprocessor, بينما كان بيل كامبيل والذي ترأس العديد من مجالس إدارة مثل أبل و جوجل وأمازون يعتمد في نجاحه على التعامل الجيد مع المؤسسات والحرص على مشاركة الجميع وتقديرهم لإستخلاص أفضل ما يمكن. ولذلك هناك بعض الأشياء التي يمكن تعلمها مثل أندي جروف, ولكن من الصعب عما ما قام به بيل كامبيل. فالأمر بالكلية يعتمد على الشخص وطريقته الخاصة.
الفوائد
بالتأكيد فإن كل ما سبق يوحي وكأن هذه الوظيفة لا تطاق, ولكن في الحقيقه هناك بالتأكيد تحقيق للذات, حرية في التصرف, تعلم الكثير من المهارات, التعرف على الكثير من الناس, والتقدير الذي يحظى به, وبالتأكيد هي من أعلى الوظائف دخلا خصوصا في الشركات المستقرة.
دمتم بود,
إلى تدوينة أخرى