– قيمة فكرة تدور في رأسك ؟
أبدأ معكم من قصة حدثت معي عندما كنت طالبا في الجامعة , حيث كنت في بعض الأحيان أتناقش أنا وأصدقائي في عمل فكرة نؤمن بها ونعمل لأجلها لنبدأ عالمنا الريادي مبكرا , وفي يوم من الأيام وبينما نجلس كعادتنا للإستراحة من المحاضرات , بدأ أحد الأصدقاء بطرح فكرة توصيل الطلبات (المطاعم , السوبرماركت …إلخ) من خلال موقع إنترنت ولم يكن في ذلك الوقت فكرة توصيل الطلبات قائمة في المنطقة , أعجبتنا الفكرة وبدأنا بالبحث عنها , ثم ما إن أتت الإختبارات الجامعية حتى نسينا الفكرة وباشرنا طريق الدراسة , وبعد إنتهاء الفصل … وجدنا الفكرة قد طبقت بالفعل من آخرين والآن تعد من الأفكار الأكثر رواجا ونجاحا في المنطقة ! ومن هنا عرفت أن قيمة الفكرة تساوي صفر دون تنفيذها
– هل فكرتك فريدة ؟
عادة ما أخصص وقت في بعض الأحيان للتفكير في فكر رائدة وفي حال أعجبتني أقوم بجدولتها لأتخذ فيها قرار لاحق , وفي يوم من الأيام راودتني فكرة أساسها إنشاء بريد إلكتروني للشبكات الإجتماعية ككل, بحيث تستقبل فيه كل الرسائل الخاصة بالشبكات الإجتماعية وترسل منه الرسائل وكأنه بريدك الإلكتروني , وقد إعتقدت أنها فكرة فريدة في ذلك الوقت … ولكن وبعد بحثي وجدت أن أحد الشركات تستعد لإطلاق الفكرة بعد 7 أيام من ذلك اليوم تأكد بأن فكرتك تدور أو دارت في رأس غيرك , الفرق بينك وبينه هو التنفيذ
– فكرة سخيفة أو مكررة
لا توجد فكرة سخيفة على الإطلاق وهذه حقيقة , فلربما لو سمعت بفكرة فيسبوك عند بدايته لقلت أنها فكرة مكررة فقد كانت توجد شبكات إجتماعية وتملك قواعد بيانات مستخدمين في ذلك الوقت , أو سمعت بأي فكرة أخرى قد تظنها سخيفة , ولكن في حقيقة الأمر قد تكون قصة نجاح , الفرق هو بالإيمان بالفكرة ودراستها جيدا كحاجة أو خلق حاجة للمستخدمين وتنفيذها
– هل يجب أن أنفرد بالفكرة
يميل الكثير إلى طبع التملك والمركزية وإعتقاد أنه الوحيد الفريد الذي لا يجب أن يشارك أحدا , ولكن هذا المعتقد لا ينجح دائما , فحتى في أكبر نجاحات الشركات العالمية غالبا ما تجد الشركاء الذين يتنوعون في الأدوار , أمثال فيسبوك وجوجل ومايكروسوفت وغيرها , إبحث عن شركاء إن إحتجت لذلك
– إذا يجب أن أشارك !
ولكن بالنظر إلى هذه النقطة فإياك ثم إياك أن تشارك لمجرد المشاركة , بل شارك من تظن أنه سينجح الفكرة , وإبتعد عن العاطفة بأنه يجب أن يكون قريب أو صديق , فغالبا ما تكون العواطف غير مفيدة في الأفكار والعمل وتؤدي إلى فشلها , إختيار الشركاء هو مثل إختيار شريك حياتك , فأحسن إختيار من تظنه أهلا لذلك
– لا تفكر بالعكس !
إستشارني أحد الأصدقاء لتنفيذ فكرة موقع إلكتروني موزع , وقد أخبرني أنه يواجه مشكلة في أن يحضر فريق برمجي مميز , وكذلك التمويل اللازم للفكرة , فسألته عما إذا كان قد درس الفكرة فأخبرني أنه متأكد من نجاحها ومن سوقها , فقلت جرب ذلك على عينة بسيطة , وبعد أن تتأكد من ذلك أعدك أن يكون ما هو أتي أسهل مما تظن , وفعلا غاب عني قرابة الأسبوعين وعاد ليقول لا يمكن لهذه الفكرة أن تنجح , إذا علينا أن لا نفكر بالمعوقات للفكرة , قبل أن ندرس الفكرة ونتأكد منها
– متى أنفذ الفكرة ؟
لا تأجل الفكرة عند إستيفاء حقها , باشر فيها , لأنك حقيقة في سباق مع الزمن مع إمكانية توفرها في القريب العاجل
– لا تنتظر التمويل
بالتأكيد أن التمويل يعد سمادا طبيعيا لنمو الفكرة ولكن قد شاهدت الكثير من الريادين يلهثون وراء التمويل ومسابقاتها , ويبقون في هذا الإطار حتى أن البعض قد تصبح هذه مهنه بالنسبة لديه بأخذ فرص إحتضان تمويل ومنح دون التطوير , والبعض الاخر لا يقوم بعمل اي تقدم حتى يأتي التمويل , نفذ الفكرة دون البحث عن تمويلها إن إستطعت وعند حاجتك لذلك إبحث عن مصدر تمويل بقدر حاجتك , وحاول أن تكون هذه المصادر ذاتية (أهلك , أقاربك …إلخ)
في النهاية علينا أن نحترم جميع من يفكر , ولكن التفكير لا يكفي دمتم بود إلى تدوينة أخرى