باحث عن الحلم بين الأنقاض … قصة سيكرو هوندا
نعم شركة هوندا التي لا تكاد تخلو منها أي بلد في العالم سواء من السيارات أو الدراجات النارية, لم تبدأ بإرث عظيم تركه والد ثري لإبنه, أو شركة مدعومة حكوميا, أو حتى بصاحب شهادات عليا حصل عليها من أفضل جامعات العالم, إنما بدأت بإبن القرية سيكرو هوندا.
سيكرو هوندا هو أحد أفراد أسرة فقيرة في اليابان ولد عام 1906, حيث توفي خمس من أخوته بسبب سوء التغذية , وكان جميع من يعرفونه لا يظنونه إلا فاشلا بسبب تدني مستواه الدراسي, وعدم إمتلاكه لمهارات محسوسه, حتى غادر هوندا مقاعد الدراسة في الصف الثامن, لكنه كان يعشق السيارات ويتأمل فيها دائما.
العمل المبكر فيما يحب !
1922 – 1988 : توجه ابن ال 16 عاما للعمل في طوكيو في محل لتصليح السيارات لمدة ستة سنوات, تعلم خلالها الكثير, فهو يعشق التعلم بالتجربة.
التجربة الحرة بدون حزام الأمان !
1928: قام بترك العمل وفتح محل خاص به, ومن حبه لمجال السيارات أخذ يعمل تجارب عديدة كان تركيزه على تصميم نظام للصمام الخاص بالسيارات حتى يستطيع توقيع عقد مع إحدى الشركات الكبرى لإختراعه مثل “تويوتا ” فقام بإقتراض المال, ووصل به الحال إلى بيع ما تملك إمرأته حتى يقوم بعمل نظام صمام السيارات, لكن وبعد أن إنتهى, رفضت الشركة التوقيع على العقد بسبب عدم ملاءمة التصاميم للمقايس الخاصة بالشركة!
بالطبع نالت منه السخريات , لكنه لم ييأس ذهب إلى مدرسة ليدرس تلك المقاييس وبعد سنتين من الدراسة والتطوير إستطاع أن يوقع العقد الذي يريد مع الشركة, ولكن هذا لم يرضي طموحه.
لا بد أن يكون هناك طريق
1940: هنا أراد هوندا أن يؤسس مصنعا حتى يقوم بتوريد كميات كبيرة إلى الشركة وبشكل أسرع, فقام بطلب تأسيس مصنع من الحكومة اليابانية لتزويده بالإسمنت, ولكن مع الأسف كانت الدولة لا تستطيع تزويده بالكمية بسبب تبعات الحرب العالمية الثانية!
قام هوندا بالبحث عن طريق أخر ليستطيع أن يبني المصنع الخاص به, من خلال إختراع طريقة تصنيع إسمنت مع فريقه, حيث إستعان بصفائح البنزين الفارغة التي كانت تلقيها المقاتلات الأمريكية وكان يقول عنها “هدايا الرئيس الأمريكي ترومان” ليجعل منها المادة الأولية لتصنيع الأسمنت مما ساعده في بناء المصنع الذي يوفر الكمية للشركة.
الأحلام لا تنتهي, حتى بالصواريخ!
بعد هذه المحاولات لم يبقى على هوندا إلا تزويد الكميات للشركة, لكن سرعان ما يتم قصف المصنع الذي قام بإنشاءه أثناء الحرب لم يستسلم هوندا وعاد ليرمم مصنعه, وبعد أن قام بذلك إستطاع أن يوفر الكمية المطلوبة للشركة بمصنعه الخاص.
قلة الموارد, قد تكون ضارة نافعة!
بعد فترة إنقطع الوقود عن هوندا لفترات طويلة, مما جعله يفكر في طريقة اخرى “الدرجات الهوائية” حيث صمم دراجة هوائي أعجبت الكثير من الأصدقاء وقام ببيعها لهم, وإنتشرت هذه الدراجات في اليابان.
1960 – 1968: باع هوندا الكثير من الدرجات الهوائية للعدو اللدود “أمريكا” في هذه ال 8 سنوات لتصل إلى مليون دراجه هوائية !
رأي الآخرين مهم, لكنه ليس صحيحا دائما!
1962: في هذه السنوات إزدهرت شركة هوندا مما حفزه إلى تصنيع السيارات رغم قراءة الجميع إلى عدم إمكانية ذلك بسبب كثرة المصانع ولكنه أثبت العكس, حيث قام هوندا في عام 1970 بتصنيع محركات جديدة مثل محرك يقاوم التلوث البيئي ، كما أنه أنتج سيارة هوندا سيفيك ” بمعنى المدينة ” عام 1975 و استمر بعدها هوندا بتحقيق نجاحات جديدة و مستمره.
الآن هوندا يعمل فيها أكثر من 100 ألف شخص, بسبب شخص واحد تحرك في دولة تفتقر إلى الموارد الطبيعية وعانت من الحروب.
مما قاله هوندا ” إن النجاح يمثل 1% من عملنا الذي ينتج عن 99% من فشلنا “
العالم العربي الأن في أمس الحاجه لمثل هذه النجاحات نتمنى للجميع التوفيق,
دمتم بود إلى تدوينة أخرى